شــــــــــوق المديرة .
دولتى : المساهمات : 3124
التقيم : 94 تاريخ التسجيل : 29/10/2013 المزاج : حـ,ــزينه‘ mms : تعاليق : دخـ‘ــل [ الــ‘ـربيع ] يضحك .,
لقآ‘ــني حزيـن ..,
نـ ـده [ الــ‘ـربيع]إسمي .,
لم قـ,ـلت مين..,
حـ ـط [ الــ‘ـربيع]آزهـ ـاره.,
جـ,ـنبي ورآح..,
وإيـ ـش تعمل الآزهــ,ــآر[للميتين] ..~
| موضوع: ترنيمة الأمل ... 2013-12-29, 05:45 | |
| ،,
ترنيمة أمل
الوطنُ : غرفة مستأجرة في أحدا ضواحي مدينةٍ ابتلاها الله بركامِ حروبٍ متتاليةٍ . هنا أسكن وأنا مستعد لنهاية الرحلة عانيت فيها الكثير حتى تمنيت كل دقيقة من عمري مرت أنها الأخيرة. لم أخرج من مسكني منذ كنت صبي في العاشرة من العمر فيذلك اليوم المشؤم وفي أوج تلك الحرب التي أهلكت الحرث والنسل قرر والداي أن نغادر بيتنا أو الأصح غرفتنا خوفاً من الغارات الجوية. وبالفعل ركبنا السيارة وأنا أظن أننا سنذهب في نزهة, غير مبالٍ بأصوات الإنفجارات ودخان الحرائق , لم يخطر في بالي للحظة أن هذه النزهة ستكلفني أغلى ما في الوجود. من هنا تبدأ القصة,استفقت على صوت شخص غريب لم أسمع صوته من قبل تبين لي في ما بعد انه الطبيب الذي كان يعالجني, مخاطباً احد الحظور أنقذنا حياته ولكن... هذه اللكن التي لم أفهمها إلا بعد حين ,لم أفهمها إلا عندما كنت أستيقظ من نومي وحيدا لم تعد تلك الضحكات الصباحية تملئ الأجواء ضحكات أمي وهي تحضةر الأفطار وتتمتم مع فيروز ( نسم علينا الهوا من مفراء الوادي ... ) . لم أفهمها إلا عندما استيقظت ولم أسمع صوت والدي وهو يحثني على الذهاب إلى المدرسة بكلمات لطال ما مللت سماعها وطال ما إشتقت لسماعها في ما بعد. فهمتها متأخرا وأنا أتخبط في عتمة اللا نهاية, لقد سأمت الحيات وعتمتها وأنا أعيش بين هذه الجدران الأربع وأكاد أن أكون خامسها إلى متى أعيش والألم يقطع أحشائي مرت على تلك الحادثة سنين ولم يزرني أحد سوى صاحب الغرفة التي أسكن فيها وأحد الجيران الذي كان في عمري. ذات يوم خطر في بالي سؤال غريب طرحته عليه كيف يبدو شكلي هل أنا جميل أم لا؟؟ رد علي وهو ينفجر ضاحكاً: ماذا ؟ تنفع الإجابة عن هذا السؤال شخص نحيف البنية! كل ما فيه يوحي للناظر إنه قد أوشك على نهاية الرحلة ,بياض شعره ,تجاعيد وجهه الشاحب, برغم سنوات عمره القصيرة. هاهو يوم الخامس والعشرون من أذار, ذكرى وفاة والداي وفقدان بصري إتجهت لأتحسس صورتهما المعلقة على الحائط واضعها أمامي في محاولة يائسة لتذكر ملامح وجهيهما . صوت فيروز يخترق جدار الصمت, وضحكة بريئة تتسلل من تلك النافذة المغلقة
أشبه ما تكون بضحكات أمي . ومن غير تردد, حاولت أن أفتح تلك النافذة التي لم تفتح منذ عشر سنوات خلت فعاجلني جاري بفتح باب الغرفة قائلاً: ماذا تريد أن تفعل؟ ؟الجو بارد, وأخاف عليك من المرض, يكفيك ما أنت فيه. في صباح اليوم التالي, عاد صوت فيروز يرنم ترنيمة الصباح التي كانت أمي ترددها وعاد ذالك الصوت يشدو بأجمل ضحكات. قمت من سريري وفتحت النافذة وأنا متعجبا أردد ( نسم علينا الهوا من مفراء الوادي ... ) تفاجاءت بكلمة صباح الخير, انه ذلك الصوت الملائكي. وقفت خجل ماذا أجيب؟ مترددا بادلتها التحية, قالت: لم أكن أتصور بان هناك أحد يسكن في هذه الغرفة! فمنذ ثلاثة أيام وأنا أسكن هنا, لم أرى النافذة تفتح. قلت: لماذا أفتح النافذة ؟وأنا ليس لي بصر أمتعه بإشراقة الصباح. قاطعنا صوت منبه سيارة وشخص يطلب منها النزول لأنها متأخرة عن الدوام, اعتذرت مني وسمعت صوت نافذتها تغلق. عدت أدراجي, لكني لم أغلق نافذتي. سرعان ما اقتحم جاري الغرفة وهو يدعو بالويل والثبور, صارخاً: ألم أقل لك إياك وفتح تلك النافذة؟ ؟... قاطعته قائلاً أرجوك أفتح مصابيح الغرفة.
قال باستغراب : ماذا ترى من المصابيح؟ أثار كلامه في نفسي جروحاً لم تندمل وآلاما مزمنة تأبى إلا أن تكون رفيقتي إلى نهايتي. ما هي إلا سويعات حتى عاد ذلك الصوت ليشدو, اقتربت من النافذة وبحركة لاإرادية طرقت على الزجاج برفق ,وبنفس تلك الضحكات سلمت علي وقالت: لم تذهب للعمل؟ أجبت أي عمل ! طلبت مني أن أحدثها عن نفسي, فأخبرتها بكل قصتي معتقداً إنها ستحزن لهذا, فردت بكل برود, لا تستمع إلى من يريدك أن تقتل نفسك بنفسك, الله وهبك العقل وهو أثمن شيء في الوجود. وبثورة من الدموع أجبت: إنكِ لا تعلمين ما أعانيه من هذه العتمة, لا تعلمين مدى الألم الذي ينتابني عندما أحاول أن أتذكر وجه أمي أو أبي, أو أن أتخيل ملامح وجهي أنا , أنا كمن يبتلع الحصى وداخله من زجاج, أه البصر. وبذات البرود قالت البصر حاسة من الحواس وفقدان الجزء لا يعني فقدان الكل الأمل الأمل قلت :الأمل أكذوبة أخترعها المترفون. قالت: أنا كفيفة مثلك فقدت والدي في الحرب وفقدت أمي في تفجير كنيسة سيدة النجاة لكني أكملت مشواري وها أنا مدرسة في أحدى المدارس. تعجبت من كلامها وقلت هل للكفيف عمل ؟ قالت: نعم, هناك الكثير من الأعمال والمهن التي يجيدها الكفيف فهناك الرياضي, والأستاذ الجامعي, والمدرس, والفنان والمحامي. وكيف تقرءون وتكتبون ؟بطريقة برايل . قاطعنا جاري بدخوله وثورته وهو يصرخ, أغلق النافذة الملعونة, أنت لا تصلح لشيء. قلت لا أنا لم ولن أعد كذلك ., أنا أمتلك ما لم تمتلكه أنت ولا الكثيرين أنا أمتلك البصيرة. منذ ذلك اليوم, وأنا أتعلم وأعلم, وها أنا أكتب لكم قصتي بلغة العصر لعلها تكون عبرة لمن عاش العتمة وأراد أن ينير قلبه . فل ينصت لعله يسمع ذلك الصوت, أو يسمع ترنيمة الأمل ويصغي لها بشغاف قلبه ولباب عقله. عذراً سأنهي هذه القصة فأنا على موعد مع تلك الفتاة نسيت ان أخبركم هي الآن خطيبتي.
تمت لؤي السعداوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
محمد احمد صاحب الموقع
دولتى : اللقب : البــــرنس المساهمات : 2648
الابراج : التقيم : 74 تاريخ التسجيل : 26/10/2013 الموقع : مدينة الاحزان المزاج : جو رومانسي mms : تعاليق :
اوسمتي :
| موضوع: رد: ترنيمة الأمل ... 2014-01-10, 01:03 | |
| صاحبة الذوق الرفيع بشكرك علي حسن انتقائك الذى يروق لنا كثيرا تحياتي لك شوق وخالص احترامي |
|
شهرزاد المديرة
دولتى : اللقب : أنثي البنفســـــــج الحزين المساهمات : 3731
التقيم : 47 تاريخ التسجيل : 09/11/2013 الموقع : عالم البنفسج الحزين المزاج : بين الحلو والمر mms : تعاليق : هجرت بعض أحبتي طوعًا لأنني
رأيت قلوبهم تهوى فراقي
نعم اشتاق ولكن وضعت
كرامتي فوق اشتياقي
أرغب في وصلهم دوما ولكن
طريق الذل لا تهواه ساقي
(أحمد شوقي)
اوسمتي :
| موضوع: رد: ترنيمة الأمل ... 2014-02-12, 15:42 | |
|
شوووووووووووووق
شكرا لجمال انتقائك
موضوع في منتهي الروعه لك تحياتي وتقديري |
|