أم عمــــاره رضى الله عنها
أسمها ونسبها
هى صحابية مجاهدة جليلة شهدت غزوات أحد، الحديبية
يوم حنين، يوم اليمامة،عمرة القضية لها مواقف في الجهاد بألف رجل
هي نسيبة بنت كعب الأنصارية الخزرجية
البيعه
شهدت أم عمارة م أم بيعة الرضوان و هي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله
عن ابن سعد : قالت أم عمارة نسيبة بنت كعب شهدت عقد النبي صلى الله عليه و سلم
البيعة له ليلة العقبة و بايعت تلك الليلة مع القوم ”
بايعت الرسول صلى الله عليه و سلم مع السبعين رجلا من الأنصار في بيعة العقبة الثانية.
و كان معها زوجها زيد بن عاصم
و ابناها منه حبيب و عبد الله و قيل أن المرأة الثانية أختها أو أسماء بنت عمرو من بني سلمة
موقفها يوم أحد
رأيتني و انكشف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة
و أنا و ابناي و زوجي بين يديه نذب عنه، و الناس يمرون به منهزمين و رآني و لا ترس معي
فرأى رجلا موليا و معه ترس فقال : ” ألقترسكإلى من يقاتل ” فألقاه فأخذته
فجعلت أتَرِّسُ به عن رسول الله صلى الله. و إنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل
لو كانوا رجالة مثلنا، أي يمشون على أرجلهم، أصبناهم إن شاء الله
فيقبل رجل على فرس، فيضربني، و ترست له، فلم يصنع شيئا، و ولى، فأضرب عرقوب فرسه
فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يصيح: ” يا ابن أم عمارة، أمك ! أمك !”
قالت: فعاونني عليه، حتى أوردته شَعوب، أي حتى قتلته ”
يقول ولدها عبد الله بن زيد : جرحت يومئذ جرحا، و جعل الدم لا يرقأ
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ” اعصب جرحك” ، فتقبل أمي إلي، و معها عصائب في حقوها
فربطت جرحي و النبي صلى الله عليه و سلم واقف، فقال:” انهض بني
فضارب القوم” و جعل يقول : ” من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة !! ”
فأقبل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” هذا ضارب ابنك
” قالت: فاعترض له، فأضرب ساقه، فبرك. فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يبتسم
حتى رأيت نواجذه، و قال : ” استقدت يا أم عمارة ”
ثم أقبلنا نَعُلُّهُ بالسلاح حتى أتينا على نفسه. فقال النبي صلى الله عليه و سلم ” الحمد لله الذي أظفرك “
وينظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى جرح أم عمارة فيقول لولدها ” أمك أمك !
اعصب جرحها ! اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ” قالت : ما أبالي ما أصابني من الدنيا
و ظلت نسيبة تخدم الإسلام و تؤدي واجبها في الحرب و السلم
و كان ابو بكر رضي الله عنه يأتيها يسأل عنها
و كذلك عمر بن الخطاب أتي بمروط فيها مرط جيد، فبعث به إلى أم عمارة
مقتل ابنها
و يلحق النبي صلى الله عليه و سلم بربه مع الرفيق الأعلى
و ظهر اللعين مسيلمة الكذاب، و يهب الجميع لمحاربته و فيهم حبيب بن زيد بن عاصم
فيقع أسيرا في يد مسيلمة، فيذيقه ألوان العذاب، و لكن من تشبع قلبه بالإيمان
و من دافع عن النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد أنى له أن يستسلم أملا في نيل الشهادة في سبيل الله
فيقول له مسيلمة : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ فيقول حبيب : نعم
فيقول له : اتشهد أني رسول الله ؟ فيقول لا أسمع ! فقطع مسيلمة جسم حبيب حتى مات !
و عندما علمت نسيبة بمصرع ابنها نذرت ألا يصيبها غسل حتى تقتل مسيلمة
و خرجت في معركة اليمامة مع ابنها الآخر: عبد الله، و كانت حريصة على أن تقتل الكذاب بيدها
و لكن القدر أراد أن يكون القاتل له: هو ابنها عبد الله الذي يثأر لشقيقه حبيب
راويه ومحدثه
إضافة لجانب الجهاد في سبيل الله هناك جانب آخر لا يقل أهمية
إذ كانت محدثة راوية، حافظة واعية، نقلت إلينا بعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالجانب العلمي عندها له مقامه و له منزلته و مكانته.
و إنك لترى فيما نقلت و روت أحاديث تحمل الفقه و الحكم الشرعي.
و على سبيل المثال ما رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجة عنها :
” أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها، فقدمت له طعاما
فقال: كلي…، قالت: إني صائمة فقال: إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة ”
عن أم عمارة :” أن النبي صلى الله عليه و سلم توضأ
فأتى بإناء فيه قدر ثلثي المد … “الحديث، و ما أخره ابن منده عن أم عمارة قالت :
” أنا أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو ينحر بدنه قياما بالحربة ”
وفاتها
و تلحق بربها رضي الله عنها و أرضاها بعد أن خدمت الاسلام خدمة المجاهد في سبيل الله
فهي خير من ألف رجل بمواقفها الجهادية مع زوجها و أولادها
فهنيئا لك أم عمارة بالشهادة النبوية : ” من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ”
اللهم الحقنا بهم وجميع المسلمين بجنه الخلد يا ارحم الراحمين