شهرزاد المديرة
دولتى : اللقب : أنثي البنفســـــــج الحزين المساهمات : 3731
التقيم : 47 تاريخ التسجيل : 09/11/2013 الموقع : عالم البنفسج الحزين المزاج : بين الحلو والمر mms : تعاليق : هجرت بعض أحبتي طوعًا لأنني
رأيت قلوبهم تهوى فراقي
نعم اشتاق ولكن وضعت
كرامتي فوق اشتياقي
أرغب في وصلهم دوما ولكن
طريق الذل لا تهواه ساقي
(أحمد شوقي)
اوسمتي :
| موضوع: ثم .. ماذا بعد رمضان 2014-08-12, 06:18 | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين يارب انصر الإسلام وأعز المسلمين اللهم وبفضلك أعلي كلمتي الحق والدين يارب أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين اللهم بارك لنا في أرزاقِنا وحفظ لنا نساءَنا وبناتَنا واحفظ شباب وفتيات الإسلام كما حفظت يوسف بن يعقوب اللهم اعطنا قلباً شكوراً وبدناً على البلاء صبوراً واعطنا نفساً قنوعة راضية واشف مرضانا وارحم موتنا آمين
وأشهد أن لا إله إلا الله حقٌ أن يعبد وحقٌ أن نسجد له ونركع وحقٌ أن يُرفع ذكره ولقوله نسمع ﴿ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَىٰ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ﴾ [آيَةُ:١-٨ ؛ مِن سُّورَةِ طه :٢٠]
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ؛ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [آيَةُ: ٧؛ مِن سُّورَةِ الْحَشْرِ: ٥٩] ** أخي المسلم الكريم! ها هو قد ودعنا حبيب! وأيُّ حبيب! إنه حبيبٌ ألفناه وأحببناه، وكنا نردد عند قدومه قائلين:
مرحبًا .. أهلاً وسهلاً بالصيـام * * يـا حبيبًا زارنا مرةً في كـل عـام
قد ألفنـاكَ بحـبٍ مفعـمٍ * * كـلُ حبٍ في سوىٰ المولىٰ حرام
فـ اقْبَلْ اللهـم منـا صومنـا * * ثم زدنا من عطايـاك الجسـام
عشنا في مدرسة الصيام شهراً كاملاً رحل رمضان بعد أن قضىٰ المسلمون أيامه بالصيام وأحيا الصالحون ليله بالقيام رحل شهر الغفران والعتق من النيران رحل شهر رمضان الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران رحل شهر القرآن شهرُ ليلةِ القدر التي هي خير وأفضل من ألف شهر رحل بعدما سكنت فيه النفوس واطمأنت فيه القلوب
دعِ البكـاءَ على الأطلالِ والـدارِ * * واذكر لمن بان من خِلٍ ومن دارِ
واذرف الدمعَ نحيبًا وابكِ من أسفٍ * * علـىٰ فراقِ ليالٍ ذات أنـوارِ
علىٰ ليالٍ لشهر الصوم ما جعلت * * إلا لتمـحيـص آثـام وأوزارِ
يا لائمي في البكـاءِ زدني به كلفًا * * واسمع غريـبَ أحاديثٍ وأخبارِ
ما كان أحسننا والشمل مجتمـعٌ * * منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التروايح للراحات جامعـةٌ * * فيها المصابيحُ تزهو مثل أزهارِ
شهرٌ به ليلةُ القدر التي شُرفـتْ * * حقًّا علىٰ كل شهر ذات أسرارِ
ومُنَزَّلُ الروحِ والأفلاك قاطبـةٌ * * بإذن ربٍ غفور خالـق باري
**
فيا تُرى بعدما رحل رمضان كيف يكون حال المسلم والمسلمة؟ وكيف يستغلون أوقاتهم؟ وبماذا يتقربون إلى ربهم؟ انقضى رمضان فا ليت شعري من المقبول فنهنيه ومن المطرود فنعزيه عشنافي المدارس الرمضانية:
[١] المدرسةالأولى :
مدرسةالصبر : "الصِّيَامُ : هُوَ رُبْعُ الْإِيمَانِ لِـ حَدِيثِ « الصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ » وَ حَدِيثِ « الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ »"[شرح الزرقاني على موطأ مالك].
[٢] المدرسة الثانية : التأدب بآداب القرآن: قراءةً وترتيلاً وتجويداً وتفهما وسلوكاً : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [آيَةُ:١٨٥ ؛ مِن سُّورَةِ البقرة :٢] كان الإمام أبو حنيفة يختم القرآن 60 مرة في شهر رمضان،
[٣] المدرسة الثالثة : الإيمان بالله ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ ﴾ [آيَةُ:١٨٦ ؛ مِن سُّورَةِ البقرة : ٢]
[٤] المدرسة الرابعة : التعفف الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ »[ابن دقيق العيد؛الإحكام] والتعود على الحلال ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ ... ثم يقول : ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [آيَةُ:١٨٧ ؛ مِن سُّورَةِ البقرة :٢]
[٥] المدرسة الخامسة.: الكف عن خمس .... « خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ : الْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ وَالْكَذِبُ وَالْقُبْلَةُ وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ »؛ [قال الحافظ النووي في المجموع شرح المهذب :" وَأَمَّا الْحَدِيثُ : « خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ » فَحَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، وَأَجَابَ عَنْهُ الْمَاوَرْدِيُّ وَالْمُتَوَلِّي وَغَيْرُهُمَا بِأَنَّ الْمُرَادَ بُطْلَانُ الثَّوَابِ لَا نَفْسَ الصَّوْمِ، بقية التخريج قال الزيلعي في نصب الراية:" رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " مِنْ حَدِيثِ عَنْبَسَةَ ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ جَابَانَ عَنْ أَنَسٍ ، ثم قال صاحب نصب الراية :" هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : سَعِيدٌ كَذَّابٌ ، وَمِنْ سَعِيدٍ إلَى أَنَسٍ كُلُّهُمْ مَطْعُونٌ فِيهِمْ انْتَهَى . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " كِتَابِ الْعِلَلِ " : سَأَلْت أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ جَابَانَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : " خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ " ، فَذَكَرَهُ ، فَقَالَ أَبِي : إنَّ هَذَا كَذِبٌ ، وَمَيْسَرَةُ كَانَ يَفْتَعِلُ الْحَدِيثَ انْتَهَى . " . [ نصب الراية تخريج أحاديث الهداية؛ بَابُ مَا يُوجِبُ الْقَضَاءَ وَالْكَفَّارَةَ ؛ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي؛ دار الحديث؛ 1415هـ/1995م ؛ الطبعة: الأولى ]
قَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَالْعُلَمَاءُ كَافَّةً إلَّا الْأَوْزَاعِيَّ والشافعي :
يَبْطُلُ الصَّوْمُ بِالْغِيبَةِ وَيَجِبُ قَضَاؤُهُ .
وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ]،
وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ « رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلَّا الْجُوعُ »،
« وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلَّا السَّهَرُ » [رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِمَا، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ قَالَ : وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ]
وَعَنْهُ أَيْضًا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ « لَيْسَ الصِّيَامُ مِنْ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ فَقَطْ ، الصِّيَامُ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ » [رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ : هُوَصَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ]
[٦] المدرسة السادسة الخيرية ﴿ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [آيَةُ: ١٨٤؛ مِن سُّورَةِ البقرة :٣]
[٧] مدرسة المداومة على صلاة الفرض ومدرسة القيام.
أما صلاة التراويح التي نستطيع أن نصليها كل يوم ثماني ركعات، فلتكنْ بداية لصلاتنا قيام الليل طوال العام.
وصلوات القيام والنوافل. مهما كانت الالتزامات، فيجب أن يكون رمضان فرصة لتدريب النفس على السنن القبلية والبعدية، وصلاة الضحى، وصلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة.
[٨] مدرسة الإنفاق :" النفس مجبولة على حُبِّ المال، فإذا أنفقته في سبيل الله، فهذا يعني أن حبك لله يفوق حبك للمال، ولنجعل الصدقة يوميَّة في رمضان، قَلَّتْ أو كَثُرت؛ حتى نعتاد الإنفاق باستمرار بعد رمضان.".
[٩] مدرسة صلى الرحم :" من الأمور المهمَّة في رمضان، مدرسة الجوارح القلوب
[١٠] مدرسة اللسان :" عوِّد لسانك على قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والكفِّ عن الصوت العالي مع الزوج والأولاد والجيران .﴿ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [آيَةُ:١٩ ؛ مِن سُّورَةِ لقمان: ٣١] . وليَكُنِ اللسان رطبًا بذكر الله.".
[١١] مدرسة العين :" رمضان كان وقته ثمين وغالٍ، ولا وقت لنضيِّعه، كما أن التليفزيون مليء بالعُرْي والسفور، ونحن في غنى عن ذلك."
[١٢] مدرسة التوبة :" غسل النفس من ذنوبها وأدرانها خلال شهر رمضان، والعزم على عدم العودة إلى الذنوب، والندم على ما فات، وردّ المظالم لأصحابها.
[١٣] مدرسة التقوى :" :وآيات الصيام جاءت بين لعلكم تتقون ... وبين لعلهم يتقون" نهاية الخطبة الأولى
الحمد لله
بَلْعَامُ بْنُ بَاعُورَاءَ: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [آيَةُ:١٥٧~١٧٦ ؛ مِن سُّورَةِ الأعراف: ٦] ** قبل الحديث عن بَلْعَامُ بْنُ بَاعُورَاءَ ؛ نتحدث عن الناس في هذا الزمان :" لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام:
1- الصنف الأول: قوم كانوا على خير وطاعة، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم، وضاعفوا من جهدهم، وجعلوا رمضان غنيمة ربانية، ومنحة إلهية، استكثروا من الخيرات، وتعرضوا للرحمات، وتداركوا ما فات، فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات. فما انقضى رمضان إلا وقد حصلوا زادًا عظيمًا، علت رتبتهم عند الله، وزادت درجتهم في الجنات، وابتعدوا عن النيران. علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى، فأتعبوا هذه النفوس في الطاعات. علموا أن الصالحات ليست حكرًا على رمضان، فلا تراهم إلا صُوَّمًا قُوَّمًا، حافظوا على صيام الست في شوال، حافظوا على صيام الاثنين والخميس والأيام البيض. دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، وعند الأسحار استغفار أشد من استغفار أهل الأوزار.. يعيشون بين الخوف والرجاء، حالهم كما قال الله: " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ " [المؤمنون: 60]. في السنن من حديث عائشة، قالت: قرأ رسول الله هذه الآية، فقلت: يا رسول الله، أهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله؟ فقال رسول الله : "لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو يخاف أن لا تقبل منه". فهؤلاء هم المقبولون، هؤلاء هم السابقون، هؤلاء هم الذين عتقت رقابهم، وبيضت صحائفهم. فطوبى ثم طوبى لهم!!
2- الصنف الثاني: قوم كانوا قبل رمضان في غفلة وسهو ولعب، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة والعبادة، صاموا وقاموا، قرءوا القرآن وتصدقوا ودمعت عيونهم وخشعت قلوبهم، ولكن ما أن ولّى رمضان حتى عادوا إلى ما كانوا عليه، عادوا إلى غفلتهم، عادوا إلى ذنوبهم. فهؤلاء نقول لهم: من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. إن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان.
يا عبد الله، يا من عدت إلى ذنوبك ومعاصيك وغفلتك.. تمهل قليلاً، تفكر قليلاً.. كيف تعود إلى السيئات، وربما قد طهرك الله منها؟! كيف تعود إلى المعاصي وربما محاها الله من صحيفتك؟!
يا عبد الله، أيعتقك الله من النار فتعود إليها؟! أيبيض الله صحيفتك من الأوزار وأنت تسودها مرة أخرى؟!
يا عبد الله، آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها! آه لو تدري أي بلاء نزل بك! لقد استبدلت بالقرب بعدًا، وبالحب بغضًا.
يا عبد الله، إياك أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا؛ لا تهدم ما بنيت، لا تسود ما بيضت، لا ترجع إلى الغفلة والمعصية، فوالله إنك لا تضر إلا نفسك.
يا عبد الله، إنك لا تدري متى تموت، لا تدري متى تغادر الدنيا؛ فاحذر أن تأتيك منية وأنت قد عدت إلى الذنوب والمعاصي، وتذكر " إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "[الرعد: 11]. فغيِّر من حالك، اترك ذنوبك، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك.
3- الصنف الثالث: قوم دخل رمضان وخرج رمضان، وحالهم كحالهم، لم يتغير منهم شيء، ولم يتبدل منهم أمر، بل ربما زادت آثامهم، وعظمت ذنوبهم، واسودَّت صحائفهم، وزادت رقابهم إلى النار غِلاً.. هؤلاء هم الخاسرون حقًّا، عاشوا عيشة البهائم، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضًا أن يعرفوا قدر رمضان وحرمة رمضان، ولقد سمعت -والله- أحدهم يتبجح ويجاهر بالفطر في نهار رمضان، فهؤلاء ليس أمامنا حيلة معهم إلا أن ندعوهم إلى التوبة النصوح، التوبة الصادقة، ومن تاب تَابَ الله عليه. وإليك يا أخي كلمات من كلمات سلف هذه الأمة، فوالله إن كلامهم لقليل ولكنه يحيي القلوب.
قال أبو الدرداء: (لو أن أحدكم أراد سفرًا، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه؟ قالوا: بلى. قال: سفر يوم القيامة أبعد، فخذوا ما يصلحكم؛ حجوا لعظائم الأمور، صوموا يومًا شديدًا حرُّه لحر يوم النشور، صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، تصدقوا بالسر ليوم قد عسر).
وقال الحسن البصري: (إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه؛ يتسابقون فيه بطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا. فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر المبطلون). اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا."
كَانَ بَلْعَامُ قَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، وهو رجل من بني إسرائيل، ذاق حلاوة الإيمان وآتاه الله آياته، ثم انقلب على عقبيه واشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، وانسلخ من آيات الله كما تنسلخ الحية من جلدها.
"بَابُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ ، وَ زَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ" .
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
وَقُلْتُ : أما من حيث تخريج الحديث ؛ فالحديث ضعيف؛ وهذه الرواية عن طريق أبي هريرة.
ورواية سهل بن سعد عند : ابن الجوزي في العلل المتناهية : 2 /539
قال ابن الجوزي عن الحديث : لا يصح .
[1] :" وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَـ صِيَامِ الدَّهْرِ "
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فيصحيحه. "
" كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"
لِأَنَّهُ صِيَامُ الدَّهْرِ حُكْمًا بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، كَمَا بَيَّنَهُ خَبَرُ النَّسَائِيِّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ : " صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بِشَهْرَيْنِ فَذَلِكَ صِيَامُ السَّنَةِ"
"
[2] :" ونزيد المسألةوضوحاً :
فَعَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا » . رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ
|
|