من هى زينب الكبرى
هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم خاتم النبيين
وزينب {رضيالله عنها}هي كبرى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم والأولى
من بين أربع بنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن}
ولدت زينب {رضي الله عنها} في السنة الثلاثين من مولد محمد صلىالله عليه وسلم
أي أنه كان يبلغ من العمر ثلاثين عاما عندما أصبح أباً لزينب
التي أحبها كثيراً وكانت فرحته لا توصف برؤيتها
أما السيدة خديجة
{رضي الله عنها} فقد كانت السعادة والفرحة تغمرانها عندما ترى البِشر على
وجه زوجها وهو يداعب ابنته الأولى
زواج زينب
كانت هالة بنت خويلد أخت خديجة {رضي الله عنها}
تقبل على أختها بين الحين والآخر فقد كانتا قريبتان من بعضهما
وكانتهالة تعتبر السيدة خديجة أماً وأختاً لها وكم حلمت بأن تكون زينب بنت
أختها {رضي الله عنها} زوجة لابنها أبي العاص
كان أبو العاص قد تعرف إلى زينب من خلال الزيارات التي كان يقوم بها لخالته
{رضي الله عنها}
ومن هناك عرف عن طباع ابنة خالته زينب وأخلاقها فزاد من ترداده على بيت خالته
وفي إحدى الأيام فاتحت هالة أختها بنوايا ابنها الذيأختار زينب بنت محمد
سرت بهذا الخبر السيدة خديجة{رضي الله عنها} وهي ترى ابنتها وقد كبرت وأصبحت في سن الزواج
أخبرت خديجة {رضي الله عنها} الرسول صلى الله عليه وسلم بنوايا ابن أختها أبي العاص
ورغبته في التقدم لخطبة ابنته زينب {رضي الله عنها}
فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يرحب به ليكون زوجاً لابنته
بعد موافقتها طبعاً؛ وكان ذلك لأن أبا العاص يلتقي نسبه من جهة الأب مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم
عند الجد الثالث عبد المناف فهو أبو العاص ابن
الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى
ذاع خبر خطبة أبي العاص لزينب {رضي الله عنها} في أرجاء مكة كلها ففرح الناس
بذلك، وأخذوا يهنئون زينب بالزوج الذي اختارته فهو من الرجال المعدودين
مالاً وتجارة في مكة
وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة التي اختارها لتكون زوجة له
وأماً لأطفاله في المستقبل. انتظر الجميع يوم زفاف هذين الزوجين
وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت الولائم
عاشت زينب حياة سعيدة في كنف زوجها وكانت خير الزوجة الصالحة الكريمة
وكان هو خير الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان وشاء الله
تعالى أن يكون ثمرة هذا الزواج السعيد طفلين أنجبتهما زينب {رضي الله عنها}
الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبيا وكان رسول الله قد أردفه وراءه يوم الفتح
والثانية أمامة بنت أبي العاص التي تزوجها علي بن أبي طالب { كرم الله وجهه}
بعد وفاة فاطمة الزهراء {رضي الله عنها}
نزول الوحى على سيدنا محمد ومواقفها
فى يوم نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أبو العاص في سفر
تجارة ، فخرجت السيدة زينب {رضي الله عنها} إلى بيت والدها تطمئن على
أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن
نوفل. سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة
{رضي الله عنها}ببناتها الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله
عنهن} وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم صلى الله عليه وسلم وبالرسالة التي
يحملها للناس كافة لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي، فأسلم دون تردد وشهدن
أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته
كان أبو العاص يعمل بالتجارة فيضطر في بعض الأحيان للسفر إلى بلاد الشام
تاركاً زوجته عند أمه هالة بنت خويلد وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد
الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم.
دخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه
وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه
في تلك اللحظة وقفت السيدة زينب {رضي الله عنها} موقف الصمود
وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب
بذهولها لموقفه غير المتوقع
وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره
فإذا به يخبرها بأن والدها محمد صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام
وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم
لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت
فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد
بالرغم من عدم إسلام أبي العاص
ألا أنه أحب محمد صلى الله عليه وسلم حباً شديدا ولم يشك في صدقه لحظة
واحدة، وكان مما قال لزوجته السيدة زينب {رضي الله عنها} في أحد الأيام
عندما دعته إلى الإسلام
"
والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب
واحد
ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "
من
هذه المواقف نجد أن السيدة زينب {رضي الله عنها} على الرغم من عدم إسلام زوجها
فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول صلى
الله عليه وسلم هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه
ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها صلى الله عليه
وسلم أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام وحتى وإن أجبرها فلم تكن
هي لتكذب أباها إرضاء لزوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
هجرتها
بعد أن افتدت السيدة زينب {رضي الله عنها} زوجها الأسير عند رسول الله
طلب الرسول من أبي العاص أن يخلي سبيل زوجته إليه ويجعلها تلحق بأبيها إلى دار
الهجرة المدينة فرضي أبو العاص على ذلك. وكانت السيدة زينب {رضي الله عنها}
ومعها طفليها تتجهز للحاق بأبيها في دار الإسلام
خرجت السيدة زينب من مكة وهي تودعها آمالة أن يخرج زوجها أبو العاص معها
عائداً إلى يثرب مسلماً مؤمناً بالله مصدقاً لرسوله
على الرغم من كل ما رأته من وقوف زوجها ضد الرسول صلى الله عليه وسلم
بدلاً من الوقوف إلى جانبه، ومساندته فقد تمنت له الخير دائما
وهذه هي صفات السيدة زينب بنت نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم متسامحة محبة
استقبلها أباها استقبالاً حاراً سعيداً برؤيتها مجدداً مع طفليها علي وأمامة
وأقامت السيدة زينب {رضي الله عنها} مع طفليها في كنف والدها
صلى الله عليه وسلم حتى العام السابع من الهجرة
وفاتها
بعد عام من التمام شمل الزوجين أبي العاص والسيدة زينب {رضي الله عنها}
وبعد أن عاشا حياة كريمة سعيدة في دار الإسلام مع ولديها أمامة وعليبدأ المرض
يزداد على السيدة زينب {رضي الله عنها} ولم تستطع الأدوية أن تخفف من مرض زينب
فسلمت أمرها لله سبحانه وتعالى
في العام الثامن للهجرة توفيت السيدة زينب {رضي الله عنها}
وحزن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً عظيما
وحزن معه زوجها أبو العاص الذي
وافته المنية بعد 4 سنوات من وفاة زينب
بعد وفاة زينب {رضي الله عنها}
مول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها
وهو مهموم ومحزون، فلما خرج
سري عنه وقال:
كنت ذكرى زينب وضعفها، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق
القبر وغمه