نستلهم من الماضي ذكريات أليمة لا تنسى ... بين ازدحام كتبي .. تراءت لي .. مذكرة عتيقة ..
تطرفت في آخر المكان .. وانزوت بعيدة كأنما قد وضعت عمدًا متوارية عن الأنظار .. حيث لاتدركها عين ولا تطالها يد!
هزمني فضولي ...ماذا تحمل بين أوراقها وأي سر ذاك الذي أقصاها!وفتحتها في الصفحة الأولى ، كتب.. هذه أنانعم أنا التي لا أكاد أدركها
.. (أنا) تلك الروح العابثة كرياح الخريف .. الوحشية كالموت ..
التائهة كالجياع .. المعقدة كحب عنيف ..
المتعبة كليالي الحروب نعم أنا ولدت مع الظلام .. قويت مع النور ..وهزمت الحياد ..
استوقفتني فلسفة الكلمات .. وطبقت أبحث عن صفحات أخرى قد تكون أكثر وضوحًا وأقل غموضًا.. ..
صفحة أخرى ..
يؤنبني ضميري .. إنه يستأنف رحلته ثانية ..إنه يبدأ طقسه المفضل كما في كل مرة .. إنه يستهوي تعذيبي ...
يقتلني ذلك الألم .. أتغصص بتلك العبرات ..أشرق بتلك الدماء .. وأغرق بتلك الدموع ...
أعرف الآن أي مرحلة تلك التي وصل إليها ... إنه مستمتع ..
تنهيدة .. غص بها قلبي .. توجع بها نبضي .. أن تلك الذكريات تنسى .. ما لم تدون في ورق ..نكتب لنتخلص من بعض الألم
لكننا لا ندرك أننا نهبه الخلود .. نسطر أدمعنا كلمات .. كي نتخلص من مشاعرنا القاسية مع ذواتنا
ومع ذلك لا ندرك أننا نختم لها صك الأبدية في الدهر .. وحرمة الدخول في صفحات النسيان
...
تسقط قصاصة .. وكأنما قد أصابها طل في يوم ما فتجعد انسيابها .. وسال بعض من حبرها ..
كتب فيها أنني أخوض معاركي الأخيرة معبعض من فلول جيشك الغاشم .. فتبًا لها من حرب ..وتبًا لك من قائد!
فلا قبلت السلم ولا رضيت الانهزام .. ولا نويت الاحتلال .. فأي عقيدة تلك التي تميتني بها .. أيها الجائر ..
مرت أمامي وقتها تلك اللحظة التي خطت فيها أناملي هذه القصاصة .. كنت أتعافى من حبك ...كنت أتخلص من بقايا حمى ذكرياتي معك
... كنتفي فترة نقاهة .. أستعيد حياتي ... انفض عني غبار الموت ... وأفر من الألم ... معجزة كان نسيانك .. معجزة!
أغلقت تلك المذكرة .. وفتحت روزنة الماضي أطلت منها ألف صورة وصورة
... وألف حادثة وحادثة .. لكن أروعها هو ما كنت أنت جوهره !
في غمرة ذهولي .. سؤال يخرجني بقوة من عاصفة هوجاء بالذكريات .. يضعني وجه لوجه أمام الحقيقة..
تراني نسيتك؟
تراني حذفت وجهك من مخيلتي؟ تراني طويت صفحتك؟ واستيأست من حبك؟ وهل يا ترى أجبرت قلبي ..على تمزيق حلم ترعرع بنور عينيك !
أتعبني التذكر ... كما أتعبني اللقاء والفراق لا مجال للراحة معك ..
حقًا كم أنا أسيرة !
مختارآت رآقت لي
من مذكرآت طآلبه جامعيه
...!