أظهرت دراسة أجريت عام 2002 على مدمني الكوكائين وجود تلف في بعض أجزاء الدماغ وبخاصة في المنطقة الأمامية، (المرجع 16) كذلك في دراسة عام 2004 تبين أن الدماغ يخسر جزءاً من وزنه بسبب الإدمان على المخدرات (المرجع 17)... ويمكن القول إن نفس الشيء ينطبق على الإدمان على المشاهد الإباحية (المرجع 18).
الزواج ظاهرة صحية بعكس الزنا
إن مشاهدة الأفلام الإباحية تقود غالباً لممارسة الزنا بهدف إشباع مركز السعادة في الدماغ، لأن هذا المركز بعد فترة لم يعد يقتنع بمجرد المشاهدة النظرية، فيحفز صاحبه للتطبيق العملي لما شاهده. ولكن وبعد ممارسة الزنا لم يتحقق الارتباط العاطفي الذي ينشده الدماغ فيسعى لخلق المزيد من العلاقات الجنسية ولكن دون جدوى، فيؤدي ذلك لإرهاق جزء كبير من الخلايا وتلفها تدريجياً.
الزواج هو الحل المثالي
لاحظ العلماء أن الدماغ لديه القدرة على الشفاء الذاتي بعد التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية، فيعيد بناء الخلايا التالفة ويعيد تشكيل نفسه مما يساهم في منح الإنسان السعادة الطبيعية وبخاصة مع الزوجة. فقد وجد العلماء أن الإنسان مبرمج عاطفياً للارتباط مع الزوجة الحقيقية حيث تحدث تغيرات دائمة في الدماغ، هذه التغيرات تعزز الثقة والعاطفة بين الزوجين.
والنتيجة العلمية وحسب الدراسات الموثقة تقول: إن الزواج يفيد خلايا الدماغ وينشطها إيجابياً، ويساعد على الإبداع، وينمي المنطقة الأمامية (الناصية) ويزيد القدرة على الإنتاج والعمل واتخاذ القرار السليم.. أما الزنا والإدمان على الجنس يدمر ويتلف خلايا الدماغ ويرهق بقية أجزائه ويضعف الذاكرة وبقية العمليات الإدراكية.
الزواج يحمي من السرطان حسب جامعة هارفارد Harvard University (المرجع رقم 20)، والزواج هو الأفضل للأطفال (حسب جريدة ديلي ميل البريطانية 19/12/2008) المرجع رقم 21. والزواج وسيلة لتحسين الدخل وزيادة معدل الإنتاج (حسب التايم الأمريكية المرجع 22). والزواج حسب تقرير ل CNN يطيل العمر، وينمي الروح الاجتماعية (حسب المركز القومي لإحصاءات الصحة)...
ويقول أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من "جامعة أوتاغو" في نيوزيلندا: تشير دراستنا إلى أن رابط الزوجية يوفر الكثير من الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة. فالمتزوجون أكثر صحة ونظامهم المناعي أقوى ومقاومتهم للأمراض أفضل ...
يقول العلماء (حسب المرجع 15) إن الدماغ مبرمج ليفرز مواد كيميائية تشعر الإنسان بالسعادة في حالة تناول الأكل أو ممارسة الجنس أو الحصول على مكافأة، ولكن هذه المواد يفرزها الدماغ بكميات كبيرة في حالة شرب الكحول أو المخدرات أو مشاهدة الأفلام الإباحية، ولكن في حالة الطعام أو الحصول على جائزة أو مال أو المعاشرة الزوجية فإن هذه المواد تقترن بشيء حقيقي (الشريك الحقيقي وهو الزوجة مثلاً) فيكون إفراز هذه المواد مفيداً للدماغ لأنه حقق الغرض منها.
أما في حالة الأفلام الجنسية فيتم إفراز المواد فيشعر بالسعادة دون تحقيق هدف واقعي حيث لا يوجد شريك حقيقي، وبالتالي يصاب الدماغ بنوع من التشويش والإرهاق لأنه يطلب المزيد من السعادة دون تحقيق شيء فعلي فيعتقد الدماغ أنه يجب إفراز المزيد من المواد للبقاء في مستوى عال من السعادة، مما يؤدي للإدمان على مشاهدة أفلام الجنس.
العلاج الإسلامي لهذه الظاهرة
1- القرآن أمر بقطع دابر هذه الظاهرة من جذورها عندما أمر بغض البصر. يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
والنبي كذلك أمر بغض البصر نهائياً عن هذه المشاهد.. فالنبي أمرنا بالابتعاد عن الفاحشة، دعونا نستمع للنصيحة الشريفة التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً.. وأصبح العلماء اليوم ينادون بها لحماية الدماغ والنظام المناعي والتمتع بصحة أفضل...
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة) [رواه أبو داود وحسنه الترمذي]...
2- أمر القرآن بالابتعاد عن الزنا وأخبرنا بأنه أسوأ طريق يمكن أن يسلكه الإنسان. قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32].
3- حتى بعد ارتكاب الفاحشة والخطأ وعدم السيطرة على النفس، لم يتركنا القرآن بل أوجد لنا العلاج من خلال الاستغفار وعدم الإصرار، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].
4- أمرنا الله تعالى بالزواج لضمان السعادة والسكون والاستقرار، بل اعتبر أن الزواج معجزة وآية تتحقق بها الحياة المستقرة والسكون والطمأنينة، قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
وأخيراً ..
هل اقتنعت عزيزي القارئ أن الله عندما حرم النظر إلى النساء المتبرجات قد أراد لنا الخير وليضمن لنا الصحة؟ وأن الله تعالى عندما أباح الزواج إنما ليضمن لنا الحياة المطمئنة والسعادة الحقيقية؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام...
منقوووووووووووووووووووووووووول للافاده
شهرزاد