يروى عن المزني قال: دخلت على الشافعي – رضي الله عنه- ..
في علته التي مات فيها فقلت له كيف اصبحت..
قال: اصبحت من الدنيا راحلا وللإخوان مفارقا..
ولكأس المنية شاربا ولسوء عملي ملاقياً..
وعلى الله وارداً فلا ادرى ! ..
أروحي تصير في الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها..
ثم بكى وانشأ يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجود وتعفوا منةً وتكرماً
فلولاك لم ينج من إبليس عابد
وكيف وقد أغوى صفيّك آدما !!
واحسرتي واشقوتي ** من يوم نشر كتابيه
وأطول حزني إن أكن ** أو تيتــــه بشماليـه
وإذا سئلت عن الخطأ **ماذا يكون جوابيه؟
واحر قلبي أن يكو ن ** مع القلوب القاسيه
كلا ولا قدمت لي ** عملا ليوم حسابـيــه
بل إنني لشقاوتي** وقساوتي وعذابـيـــه
بارزت بالزلات في ** أيام دهــــر خالـــيه
من ليس يخفى عنه ** من قبح المعاصي خافيه
أستغفر الله العظيم ** وتبـــــت من أفعالــيه
فعسى الإله يجود لي ** بالعفو ثم العافـــيـه
إلــــهــــي !
يامن لوجهه عنت الوجوه ..بيض وجهي بالنظر اليك ..
واملأ قلبي من المحبة لك ..
وأجرني من ذل التوبيخ غداً عندك ..
فقد آن لي الحياء منك ..
وحان لي الرجوع عن الإعراض عنك ..
لولا حلمك لم يسعني أجلي ..
ولولا عفوك لم ينبسط فيما عندك أملي ..
اللهم طهر قلبي من النفاق .. وعملي من الرياء ..
ولساني من الكذب ..وعيني من الخيانة ..
فإنك تعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور